الحوثيون يقتلون الزعامات الموالية لهم
*الحوثيون يقتلون الزعامات الموالية لهم .. 12 جريمة تصفية جديدة طالت شيوخ قبائل خلال عام* (تقرير)مساءً الثورة نت/ وحدة التقارير*- صفى الحوثيون 24 شيخا قبليا خلال عامين جلهم من الموالين لهم**- اتخذ الحوثيون عدد من الأساليب الماكرة والخادعة لتصفية المشائخ**- لا تتورع المليشيا في التخلص منهم بسهولة في حال استغنت عنهم*منذ أن استتب لها الأمر بالسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، والمناطق المحيطة بها، لم تتوانى مليشيا الحوثي الإيرانية، عن الغدر بشيوخ القبائل الذين ساندوها للانقلاب على الدولة، وسفك دمائهم دونما سبب أو جرم ارتكبوه بحقها.ويلحظ المتتبع لجرائم القتل الوحشيّة التي ارتكبتها المليشيا الحوثية في مناطق سيطرتها، يجد غالباً أن الضحيّة شيخاً قبلياً أو شخصيّة اجتماعية، وعادة ما تكون الجريمة الأبشع هي للشخصية التي كانت من أشد المناصرين للمليشيا والداعمين لمسيرتها الدموية، والمنخرطين في حروبها ضد اليمنيين منذ انقلابها واجتياحها لصنعاء في سبتمبر 2014.*حصاد الأخطاء القاتلة*ورصد “الثورة نت” مقتل 12 شيخاً قبلياً على يد مليشيا الحوثي خلال الفترة من (مارس 2020 إلى فبراير 2021)، منهم أربعة اقتحمت منازلهم وقتلتهم أمام أطفالهم ونسائهم، فضلاً عن تفجير منازل البعض منهم ونهبها، فيما قتلت 3 مشائخ أثناء قيادتهم مساعي صلح بين قبائل، وثلاثة آخرين قتلتهم غدراً، فيما أعدمت اثنين آخرين ميدانياً بطرق بشعة.وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجرائم التي تم رصدها في هذا التقرير لا تشمل كل جرائم القتل التي طالت الرموز القبلية، ليست إلا بعضاً مما أثار غضب المجتمع وتجاوزت حالة التعتيم التي تفرضها المليشيا بمناطق سيطرتها إلى الإعلام، ناهيك عن جرائم التصفيات الغامضة التي تنفذها أجهزتها الأمنية المعقّدة ومنها ما يحدث في الجبهات.ولا يختلف الحال في 2020 كثيراً عما تعرّض له شيوخ القبائل على يد المليشيا الحوثية خلال العام 2019، حيث رصد موقع “الثورة نت” في تقرير سابق قيام مليشيا الحوثي بتصفية واختطاف ومداهمة وتدمير منازل 22 من مشائخ القبائل، منها 12 جريمة تصفية، و5 عمليات اختطاف، و3 حالات تفجير منازل، ومداهمة منزلين، وغالبية هؤلاء الضحايا كانوا من أشد المساندين لانقلاب المليشيا وحربها ضد اليمنيين، لتكون بمثابة الحصاد المرّ لهذه الأخطاء الفادحة والقاتلة. *قتل وانتهاك حرمات*ودأبت مليشيا الحوثي على إذلال شيوخ القبائل أمام أبناء القبيلة من خلال اقتحام القرية أو الحي الذي يسكنونه بعدد من الأطقم التي تحمل على متنها عشرات المسلحين، ومن ثم مداهمة منزل الشيخ وإهانته وقتله أمام أطفاله ونسائه، وأحياناً يقومون باختطاف أشخاص من أقاربه.ففي مارس 2020، أقدم مسلحون على مداهمة منزل شيخ منطقة بيت بوس “أكرم حيدرة” الكائن في الحي ذاته (بيت بوس)، وقاموا بقتله أمام أسرته، ولاذوا بالفرار. وينتمي الشيخ “حيدرة” إلى قبيلة بني مطر ويعد واحداً من وجهائها البارزين.وفي أكتوبر ٢٠٢٠، أقدم مسلحون من مليشيا الحوثي على اقتحام منزل الشيخ “غانم الهتار” في منطقة “العموقين” بمديرية السياني، جنوبي إب، وقاموا بقتله أمام أسرته، واختطاف جثته، واختطاف شخصين من أسرته. وفي محافظة صعدة، شنّت مليشيا الحوثي في (ديسمبر ٢٠٢٠) هجوماً مسلّحاً على قبيلة بني خولي التابعة لمديرية منبه الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وفرضت حصارًا مطبقًا على القبيلة من كل الجهات، قبل أن تقوم بقتل شيخ القبيلة سلمان مانع الجلحوي، وأخرين من أبناء قبيلته، ومن ثم تفجير عدد من المنازل في المنطقة ونهب الممتلكات الخاصة.وبحسب مصادر قبلية، فإن الهجوم الحوثي على القبيلة والذي استمر لأكثر من أسبوع، جاء بسبب عدم انصياع هذه القبيلة لأوامر وتوجيهات المليشيا الحوثية، وأيضاً لإرهاب بقيّة المشائخ بالمحافظة، خصوصاً ممن لا ينتمون للسلالة، والتي لا تثق بهم المليشيا وحتى من لا يزالون يقاتلون معها.وفي 21 فبراير 2021، أقدم مسلحون حوثيون بقيادة القيادي الحوثي المدعو، أبو خالد الراعي، على اقتحام منزل الشيخ القبلي علي حزام أبو نشطان في صنعاء، وقاموا بقتله معه 3 من أولاده وشقيقته، وأصابوا زوجته بجروح خطيرة.وأثارت هذه الجريمة غضب قبائل أرحب التي ينتمي إليها الشيخ “ابو نشطان” والتي احتشدت ومنحت قبائل بني الحارث وقبائل نهم وقبائل بني حشيش، ممن شاركوا مليشيا الحوثي في قتل الشيخ أبو نشطان في منزله، ثلاثة أيام لتسليم القتلة، وإلا فسيتم الانتقام ودخول القبائل للعاصمة صنعاء بالسلاح، إلا أن المليشيا تمكنت من تفكيك القبائل وتهدئتها بشتى الوسائل.*تصفيات أثناء الوساطة*وكان لافتاً في 2020، حدوث جرائم غدر تعرض لها مشائخ قبليون أثناء قيامهم بدور الوساطة لحلحلة مشاكل وقضايا بين قبائلهم، انتهت إما بمقتل اولئك المشايخ أو قتل ذويهم، ضمن مساعي المليشيا لإفشال مساعي السلام وتثبيت حالة الفوضى والانفلات الأمني – وفق مصادر قبلية – كونه يمكّنها من السيطرة على الناس والتحكم بمصائرهم وأملاكهم.ففي أبريل 2020، تم تصفية الشيخ القبلي حميد راجح، أحد مشائخ منطقة الأهنوم، بمحافظة عمران، في عملية استهداف غادرة، أثناء قيامه بمساعي صلح، بين متخاصمين على قطعة أرض بمنطقة “جدر” التابعة شمال صنعاء. وفي يوليو 2020، قُتل الشيخ القبلي البارز صالح أحمد صالح فقعس، أحد أبرز مشايخ الحداء، أثناء محاولته إيقاف حرب مسلحة اندلعت بين قبيلته “كومان سنامة “وقبيلة “سبله بني بخيت” بمديرية الحدا، حيث تجددت هذه الحرب رغم أن القبيلتين كانتا في صلح مضى على توقيعه وتنفيذه 4 سنوات.ووفقاً لمصادر قبلية فإن مليشيا الحوثي هي من أشعلت هذه الحرب، بقيادة القيادي الحوثي المدعو “أحمد الشرفي” الذي عيّنته المليشيا مديرًا لأمن ذمار، والقيادي المدعو “أبو علي المتوكل” الذي عيّنته المليشيا مديرًا لأمن مديرية الحدا، واللذان لم يتركا أي فرصة لجهود السلام ضمن مساعي المليشيا لإذكاء الفتن بين القبائل لإضعافها والتخلّص من رموزها.وفي ديسمبر 2020، قتل الشيخ “صفوان الشغدري” نجل الشيخ “عبداللطيف الشغدري” شيخ مخلاف زُبيد وأحد كبار مشائخ عنس البارزين، أثناء قيادته وساطة بين أسرة “ال المصري” بمديرية عنس لإصلاح ذات البين وحل بعض القضايا القبلية، الأمر الذي أغضب المليشيا الحوثية ودفعها لافتعال مشاكل أثناء الوساطة انتهت بمقتل الشيخ “صفوان” برصاصة اخترقت رأسه أطلقها أحد الأشخاص من آل المصري.*القتل غيلة*وفي سبتمبر 2020، أقدم 10 مسلحون من مليشيا الحوثي على قتل الشيخ القبلي “نجيب قايد ناصر الريمي” في منطقة الصير عزلة بلاد الريمي بمديرية عتمة بمحافظة ذمار، بأكثر من 100 رصاصة، في الرأس والرقبة والأرجل والأكتاف، ثم لاذوا بالفرار.وسبق وأن نفذوا كمائن عدة لاغتيال الشيخ “نجيب الريمي”، لكنهم كانوا يفشلون مراراً، إحداها أطلقوا وابلاً من النيران على سيارته، لكنه نجا من كل تلك المحاولات.وفي نوفمبر 2020، تعرّض الشيخ حميد طفيان، أحد الوجاهات القبلية بمحافظة حجة، لإطلاق نار من قبل مسلح حوثي يعمل مرافقاً للمشرف الأمني الحوثي على محافظة حجة، في بوابة سوق “السوائل” وسط مدينة حجة، ما أدى إلى إصابته بـ6 رصاصات في رأسه وصدره، فارق على إثرها الحياة مباشرة، فيما لاذ الجاني بالفرار.ومطلع ديسمبر ٢٠٢٠، قتل الشيخ يحي علي محمد القاسم، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارة كان يستقلها أمام المستشفى الكندي وسط مدينة إب، أثناء تواجده لإسعاف والدته. ووفقاً لمصادر محلية، فقد حدثت هذه الجريمة على بُعد أمتار من نقطة أمنية تابعة لمليشيا الحوثي، وبحسب المصادر فقد غادر أفراد النقطة موقعهم قبل الانفجار بلحظات.*نهاية مأساوية*وكما سبق وأن ذكرنا، فإن المليشيا تحرص على وضع نهاية مأساوية، للمشائخ الذين خدموها أكثر وأخلصوا لها في بداية انقلابها على الدولة، وعادة ما ينفذ هذه العمليات الإجرامية ما يسمّى بـ”جهاز الأمن الوقائي” وهي المنظومة الأمنية التي تحمي الجماعة من المخاطر الخارجية، وهي فكرة مستوحاة من الأذرع الإيرانية في المنطقة.ووفقاً لذلك فإن المليشيا تعتبر شيوخ القبائل الذين ساندوها وقدّموا تضحيات كبيرة في سبيل مشروعها خطراً عليها كونهم ينتظرون منها مناصب ومكافئات تتناسب وحجم تضحياتهم وهو ما لا تستطيع الوفاء به كون هؤلاء المشائخ لا يؤمنون بمعتقداتها الفكرية الأثنى عشرية ولا ينتمون لها سلالياً.وأحدث مثال على ذلك، ما تعرّض له الشيخ مصلح الوروري، أحد أبرز مشايخ قبيلة عذر ومن أبرز الشخصيات الاجتماعية على مستوى محافظة عمران، من تصفية على يد جهاز الأمن الوقائي، والذين قاموا بنصب كمين دام للشيخ الوروري، في مسقط رأسه بمنطقة “ذو غيثان” في مديرية “قفلة عذر” مطلع فبراير ٢٠٢١، وقتل إلى جانبه خلال الكمين نجله “يوسف” وأحد مرافقيه.ويعد الوروي، واحداً من أبرز الوجهاء الذين ناصروا المليشيا الحوثي وسهلوا لها اجتياح محافظة عمران عام 2013، وقاتل في صفوفها بعدّة جبهات، قبل أن تنشب خلافات بينه وبين قيادات حوثية بلغت ذروتها عام 2019، ووفقاً لمصادر قبلية فإنه حينها رفض أن يشارك مع الحوثيين في الهجوم على قبائل حجور ودعا رجال قبيلته إلى الانسحاب من الجبهات آنذاك. وعقب ذلك أقدمت الميليشيا على قتل أخيه الشيخ سلطان الوروري، بطريقة غادرة، حيث استدرجه مسلحون من منزله وقتلوه خارجه ورموا بجثّته في قارعة الطريق بعد أن سلبوا سلاحه وجنبيته.وفي 23 فبراير 2021 تعرّض الشيخ القبلي والقيادي المؤتمري مهلهل أحمد حسن ضبعان، لإطلاق نار كثيف برشاش كلاشينكوف في طريق المطار شمال صنعاء، ما أدى إلى مقتله على الفور. ويعد ضبعان، أحد مشايخ بيت ضبعان بعزلة مرهبة التابعة لمديرية سفيان بمحافظة عمران، وهو ممن ساندوا المليشيا الحوثية لاقتحام العاصمة صنعاء والانقلاب على الشرعية وعينته لاحقاً مشرفاً أمنياً في مديرية شعوب وعضواً في ما يسمى بمجلس التلاحم القبلي التابع لها.وتؤكّد مصادر قبلية أن مليشيا الحوثي تنفّذ عملية استهداف ممنهجة ضد شيوخ القبائل والوجاهات الاجتماعية في مناطق سيطرتها، ألغت بموجبها فاعليتهم وأدوارهم المجتمعية، وجعلتهم تحت الإقامة الجبرية، بهدف إذلالهم وإخضاعهم لسلطتها التامة وجعلهم وقوداً لحربها ضد اليمنيين، ولا تتورع في التخلص منهم بسهولة في حال استغنت عن خدماتهم وسلطتهم.