أقيم مؤتمر دولي حول الأبعاد القانونية والسياسية والاقتصادية للتطرف والإرهاب الحوثي في الشرق الأوسط وانعكاسات ذلك على السلام والأمن الإقليميين والعالميين وسبل مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية نظمته المنظمة الأوربية للحوار متعدد الثقافات والمعهد الدبلوماسي الألماني

خلال المؤتمر استمع الحضور للشيخ جمال المعمري عميد المختطفين والأسرى اليمنيين_ رئيس منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري للإدلاء بشهادته حول انتهاكات مليشيات الحوثي الإرهابية نص الشهادة :

البداية _ في اجتياح مليشيات الحوثي الإرهابية لمحافظة عمران والعاصمة اليمنية صنعاء قام الحوثيون بمصادرة الحريات وإرهاب الناس وتكميم الأفواه عن الجرائم التي يرتكبونهاوكان أكثر الناس الذين تعرضوا للاختطاف والتعذيب هم الصحفيين والاعلاميين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي وانا كنت منهم لذلك كانت نقمتهم عليا كبيرة

كان الحوثيون يريدون مني انتزاع اي تصريح اعلامي في قنواتهم لكي احض الناس على السمع لهم والطاعة لكني رفضت ذلك بشدة فالحوثيون إرهابيون متوحشون قاموا بتفخيخ المدارس و الطرقات والمزارع وقتلوا عشرات الالاف من المدنيين دون أن يقف في وجوههم أحد على جرائم التطهير العرقي وانتهاكات حقوق الإنسان

المآساة :

يقول المعمري اختطفتني الإرهابيون الحوثيون بتاريخ 13 مارس 2015 من فندق أرماني – صنعاء وانا بجوار زوجتي احسست بأحدهم جوار باب غرفتي الساعة ال12 والنصف بعد منتصف الليل وزوجتي نائمة وعندما فتحت الباب لأرى من في الخارج وجه عناصر الحوثي بنادقهم على رئسي واختطفوني ونقلوني سريعاً بسيارتهم إلى منزل الجنرال علي محسن الأحمر الذي استولوا عليه في سقوط صنعاء

كنت مقهوراً جدا وخائفاً على زوجتي المريضة بالسرطان زوجتي كانت لا تعرف القراءة ولا الكتابة ولا يوجد لديها تلفون محمول كذلك لايوجد لديها مال ولم يسمح لي الحوثيون باعطائها المال ولم يسمحوا لي بالاتصال بأحد من اصدقائي لكي يذهب بها إلى منزلها الكائن على بعد أكثر من ١٠٠ كيلو متر وتركوها تبكي في الشوارع ولم يرحموها أما أنا فكنت أتعرض إضافة إلى التعذيب لتدمير نفسي وبدني فضيع

كان الحوثيون يقومون بإسماعي صوت امرأة تبكي ويقولون لي هذه زوجتك معتقلة ونقوم باغتصابها كل يوم لكي اتدمر نفسيا حتى أصاب بالجنون ولم اعلم انها لم تكن زوجتي الا بعد خروجي من المعتقل

عندما اختطفني الإرهابيون الحوثيون ادخلوني منزل الجنرال الأحمر وانهالوا عليابالضرب بأعقاب البنادق والعصي والأسلاك الكهربائية وكذلك بالركل حتى دخلت في غيبوبة وكنت اقوم من غيبوبتي وهم مستمرون في تعذيبي حتى ادخل في غيبوبة اخرى كما قاموا بتعذيبي بالأحراق بالنار المباشرة وهم يضحكون ويستمتعون والتي فقدت بها أرضية كعب قدمي اليسرى_ قاموا بتعذيبي ايضا بالضرب بالألات الحادة والكهرباء المباشرة والتي اصبت حينها بالشلل في الطرفين اليد والرجل من الجانب الأيسر من الجسم

مكثت في المعتقل السري بمنزل الجنرال الأحمر من 13 مارس 2015 م حتى 28 مارس وبسبب قصف الطيران نقلوني لمعتقل سري شرق صنعاء بجبل صرف في 28 مارس 2015_ عند وصولي معتقل الإرهابيين الحوثيين السري في جبل صرف شرق صنعاء دخلت وأنا اسمع أصوات المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب

ادخلوني زنزانة مظلمة والمعتقل في تجويف جبلي مظلم موحش لقد كنا محرومين من الإضاءة بداخل معتقلات الحوثيين مما تسبب بضعف الرؤية للكثيرين_ كنا محرومين ايضا من التعرض لأشعة الشمس _ كما حرمونا من الأكل النضيف_ كما حرمونا من تغيير الملابس والنظافة لشهور طويلة_ مكثت لمدة ٦ اشهر بدون اي رعاية صحية وجروحي من التعذيب تنزف بالدم والجروح ملتهبة ومتقيحة حتى تقرح جلدي _ كنت ايضا بسبب عدم التحكم في البول طيلة الفترة اتبول على فراشي ولا أستطيع الحركة كنت إذا طلبت من الإرهابيون الحوثيون إخراج فراشي للشمس لينشف يقوموا بأخذ فراشي ويتركوني لمدة ٤٨ ساعة على أرضية البلاط بدون فراش

_ و بسبب التعذيب كانت حالتي حرجة وكنت قد فقدت اكثر اضراسي (اسناني الخلفية) بسبب التعذيب وكنت لااستطيع الأكل فمكثت اعيش على السوائل وانا وضعي كما هو حال المضرب عن الطعام ولمدة 1114 يوم فقدت نصف وزني بسبب ذلك حيث كان وزني في المعتقل ٤٥ كيلووهو نصف وزني الاعتيادي

كانت حتى السوائل يحتسبها الحوثيون على نفقتي لقد كان الحوثيون يبتزونني لدفع ثمنها

لم يسمحوا لي بمعرفة ما الذي جرى لزوجتي او اطفالي الذين كانت قد تركتهم زوجتي عند والدتها

تعرضت لتدمير نفسي وبدني فضيع_ كنت في أكثر فترة الاختطاف اعيش على الأكسجين لأن المعتقل لم تكن به تهوية ودرجة الحرارة فيه تفوق ٤٠ درجة وكان الإرهابيون الحوثيون يمنعون عني الأكسجين حتى ادخل في غيبوبة ثم يعطونني حتى اصبت بمرض الربوا الشعبي

– اصبت واصيب المعتقلون بمرض الجرب نتيجة عدم سماح الحوثيين لنا بالنظافة والتعرض لأشعة الجسم عانينا ذلك شهورا طويلة- بالإضافة إلى ماسبق ف قدكن ت اسمع أصواتا مرعبة لمن يتعرضون للتعذيب كان البعض قد تعرض للتعذيب حتى الموت كان منهم المختطف المدني الأمريكي جون الذي كان يعمل في شركة حماية أمنية تتبع الأمم المتحدة ال UN وقد تعرض لأ بشع جريمة تعذيب وحشي حتى الموت بكتم أنفاسه وانا أشاهد كل الذي جرى له وأنا الشاهد الوحيد تلك الليلة كما عذب الحوثيون اخرين حتى الموت منهم مختطف مصري واخر أوربي كان يقول لي المعتقلون انه نرويجي والعشرات من اليمنيين

كان الحوثيون إرهابيون متوحشون وكانوا عنصريون فكانوايكرهون الغربيين والعرب ويهتفون بموتهم ويكرهوننا نحن ويعتبرون ان الناشطين والصحفيين يستحقون الموت بدون اي ذنب

_ حولنا الحوثيون إلى دروع بشرية كان هنالك نشاط عسكري حوثي بجانب التجويف الجبلي

كنا نسمع التدريبات وإطلاق القذائف كان بجوارنا ايضا ساحة لإطلاق المقذوفات والطيران المسيرمكثت في هذا المعتقل من تاريخ 28 مارس 2015 وحتى تاريخ 14 سبتمبر 2016حيث قام طيران التحالف العربي بقصف النشاط العسكري الحوثي ب 14 غارة ولم نصب نحن بأذى فقام الحوثيون بمحاولة تفخيخ المعتقل وقد قام المعتقلون بكسر أبواب الصالة الداخلية للمعتقل فقام الحوثيون بتنفيذ مذبحة قتل فيها أكثر من 20 معتقلا بالرصاص الحوثي الحي والغاز السام والمسيل للدموع بسبب الاختناق ومن ثم قاموا بنقلنا ونحن جميعنا في حالة حرجة من اثار الغاز السام والمسيل للدموع لم نعلم ما الذي جرى بعد ذلك للكثير من المصابين

جاء لنا احدهم واخبر الجميع انه الصليب الاحمر لكنني عرفته فقد كان احد مشرفي المليشيات الحوثية الارهابية فقلت له اعلم انك ابواحمد وكان مدير السجن حينها احد ضياط الامن القومي المتحوثين (ابوبشير)

تم نقل المعتقلين إلى سجن الأمن السياسي جناح الأمن القومي بوسط العاصمة صنعاء كان معنا ممن تم نقلهم اليهودي اليمني ليبي سالم مرحبي والذي لايزال حتى اليوم منذ 6 سنوات يتعرض لانتهاكات جسيمة بمعتقل الأمن القومي والسياسي ويرفض الحوثيون الإفراج عنه

هنالك قصص مأساوية للمعتقلين الأجانب والعرب واليمنيين لا يوجد لديا متسع من الوقت لذكرها الان

بعد مضي مدة 1114 يوم تم الإفراج عني بصفقة تبادل أسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين والزمني الحوثيون يوم خروجي بالتوقيع على استلام اموالي وقالوا لي سنسلم كل شيء في موقع التبادل وفي الحقيقة تم سرقتها من مليشيات الحوثي والتصرف بها قبل خروجي من المعتقل _ كان البديل لي من الحوثيين احد القيادات من المحاربين كنت مستاءً جداً كيف يتم المبادلة بي وانا ناشط مدني بمحارب حوثي ارهابي

_ يتواجد بمعتقلات الحوثي الان اكثر من 13000 مختطف ومعتقل في صنعاء لوحدها

اصدر الإرهابيون الحوثيون أحكاما سياسية بالإعدام بدون محاكمات لعدد 368 مختطفا بالإعدام واغلب المعتقلين أساتذة جامعات وصحفيين وطلاب دراسات عليا ولفقت لهم تهم التجسس لصالح دول التحالف العربي والدول الغربية وهذا محض افتراء

قتل الحوثيون تحت التعذيب 293 معتقلا قتل الحوثيون 1582 مدرسا واكاديميا بدرجة الدكتوراه

قتل الإرهابيون الحوثيون بالألغام من المدنيين في سنوات الحرب 2526 قتيلا من المدنيين منهم 429 طفلا و217 امرأة. كما أصيب 3286 آخرين منهم 723 طفلا و220 امرأة في عدد 17 محافظة يمنية، وقد تعرض 75% للإعاقة الدائمة

السادة الحضورنحن نعاني مأساة حقيقية وجرائم حرب جسيمة تغيب عن وسائل الاعلام

وتغيب عن أنظار العالم ويستمر الإرهابيون الحوثيون في قتل المدنيين وتشريد الملايين من مزارعهم وبيوتهم ويستحوذ الحوثيون على أموال المواطنين

كما يستحوذ الحوثيون على المساعدات الإنسانية ويقومون ببيعها وتحويلها للمجهود الحربي في غزوهم لمحافظة مارب ونحن في محافظة مأرب نعاني بشكل يومي القصف الحوثي لمخيمات النازحين و بشكل مستمرواغلب من يعيش فيها من النساء والأطفال والمسنين الذين قتل الإرهابيون الحوثيون أ زواجهن

_ السادة الحضوربكونكم دول محايدة فبإمكانكم رؤية ما بجسمي من آثار التعذيب

للأسف الشديد اني مازلت أشعر بالحزن الشديد لأني لا استطيع الاجتماع باسرتي والبقاء معهم منذ 7 سنوات وكذلك اموالي التي قام الإرهابيون الحوثيون بنهبها وانا عضو في الغرفة التجارية بصنعاء تم نهبها من بيوتي بصنعاء والاستيلاء عليها كما قاموا بنهب جميع السيارات التي كانت بحوزتي واستخدموها لعناصرهم الارهابية

أتمنى أن أجد يقف معي لملاحقة الإرهابيين الذين قاموا بتعذيبي وتعذيب الكثيرين حتى الموت وتسببوا في الإعاقات البدنية

_ كما اني لم اقدم إلى هنا لطلب اي نوع من انواع اللجؤ السياسي والانساني واتعالج على نفقتي الخاصة

اناشد احرار العالم ومنظماته للوقوف معي لمحاسبة وملاحقة المجرمين الحوثيين الذين قاموا بكل هذه الانتهاكات بحقي وحق المدنيين ومحاكمتهم بمحكمة الجنايات الدولية كما اناشد الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية للوقوف مع المدنيين في اليمن

١ يونيو ٢٠٢٢ م برلين _المانيا _ جمال المعمري