في اليوم العالمي لحقوق الإنسان_ بيان حقوقي (( لا وجود لحقوق الإنسان من دون تحقيق العدالة ولا تحقيق للعدالة دون جبر الضرر وضمان عدم إفلات من ارتكبوا الإنتهاكات من العقاب ))
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان الـ 10 من ديسمبر من كل عام يذكرنا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وهي الوثيقة التي تمثل مرجعاً عالمياً للحقوق والحريات المستحقة لكل شخص لكونه إنساناً في هذا العالم كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948، نتيجة لما خبره العالم في الحرب العالمية الثانية من جرائم
أتى إعلان اليوم العالمي الأول الذي يجرم جميع الانتهاكات بحق المدنيين ووجوب حفظ كرامتهم واحترام حقوقهم حسب نص المادة الثالثة من الإعلان (لكل فرد حق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه) ، إلا أننا في منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري نشعر بخيبة أمل كبيرة فنحن في اليمن نشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وخاصةً منذ انقلاب مليشيات الحوثي على النظام في اليمن والحرب التي شنتها على معظم المحافظات اليمنية وأزهقت أرواح قرابة نصف مليون يمني وقامت بعمليات التهجير القسري للسكان الأصليين من أرضهم بدايةً من مديريات خولان بن عامر في صعدة في العام 2004 مروراً إلى دماج وعمران ثم المحافظات التي تليها ونتيجة استخدام الحوثيين للقوة المفرطة بحق المدنيين أدى ذلك العنف إلى تشريد ونزوح اكثر من أربعة ملايين يمني وخلال تسع سنوات من معاناة الحرب اختطفت مليشيات الحوثي زهاء عشرين ألف مختطف مدني وطفل وامرأة تبقى منهم في المعتقلات السرية والسجون زهاء ٨٠٠٠ معتقل و قرابة ٤٨٠٠ أسير من الأسرى العسكريين التابعين للحكومة الشرعية والتشكيلات المقاومة للحوثيين ، بينما اعتقلت السلطات الأمنية في مناطق الشرعية المئات ممن هم محسوبين على المليشيات الحوثية تبقى منهم زهاء ٢٣٠ معتقل في عموم المحافظات وقرابة ٦٠٠٠ أسير من مقاتلي المليشيات الحوثية في عموم المحافظات التي تشهد الهجمات الحوثية في مأرب والضالع وتعز والحديدة
- خلال التسع السنوات من عمر الحرب تزايدت الانتهاكات بدأً من انتهاك الحق في الحياة والأمن الشخصي كالقتل ، وأيضا الاعتداءات المتكررة على المدنيين وتعرض ألاف الأطفال للموت والإعاقة والإصابات المتعددة سواء بالقصف أو عمليات القنص أو زراعة الألغام التي قامت بها المليشيات الحوثية لقد تعرض عشرات الصحفيين والإعلاميين للموت والاختطاف وقضى الكثيرين منهم فترات طويلة في المعتقلات الحوثية تصل الى ثمان سنوات ناهيك عن احكام الإعدام التي حكموا بها _ و اكثر من ٤٠٠ معتقل اخرين أصدرت المليشيات الحوثية قرارات أحكام إعدام بحقهم مازالوا في المعتقلات فضلا عن اختطافات متكررة طالت الأطفال والنساء – ومازال المخفيين قسرا في معتقلات الحوثي السرية بالمئات حتى اليوم يعيشون ظروفا مأساوية وترفض المليشيات الحوثية الإفصاح عن أماكن تواجدهم بينما لا يزال عشرات المدنيين معتقلين ومخفيين قسرا في مناطق الحكومة الشرعية لدى الحكومة والتشكيلات الأمنية ناهيك عن حرمان الحوثيين لألاف الطلاب مواصلة التعليم بسبب النزوح المتكرر وكذلك هي الحال لدى النساء النازحات ، اللاتي يواجهن تحديات في الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، و يتعرضن لانتهاكات حقوقهن الأساسية بسبب النزوح
- _أضف إلى تلك الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولقوانين الحرب زراعة الحوثيين لقرابة اثنين مليون لغم حسب تقارير مؤكدة وتشكل خطر يمتد لسنوات قادمة لعدم توفر خرائط لتلك الألغام _ إن الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان في اليمن قد ترقى الى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، ونأسف بل ونشعر بالحزن كون من قاموا بكل هذه الإنتهاكات لم تطالهم ايدي العدالة حتى الآن ، بل ويعتقد هؤلاء بأنهم آمنين من العقاب، وتسعى الأطراف السياسية و الدولية الى تعطيل كل اليات المسائلة والمحاسبة لمرتكبي هذه الجرائم والانتهاكات وهو ما قد يتسبب في انتشار لعمليات الثأر لعقود طويلة من الزمن وهو تصدير لانتهاكات كبيرة مستقبلية لحقوق الإنسان إذ لن يتحقق السلام الحقيقي في اليمن بدون جبر الضرر وضمان عدم الإفلات من العقاب
- _إننا في منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري نجدد التزامنا القوي والراسخ بمبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها والتصدي لجميع الانتهاكات التي قد تطالها نظراً للوضع الصعب والمعقد الذي تعيشه اليمن حالياً وانطلاقاً من هذا الالتزام ندعو جميع المنظمات الحقوقية المحلية والمؤسسات الدولية وجميع العاملين في حقوق الإنسان الى وجوب الاهتمام وتكثيف العمل المشترك لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في اليمن وفي كل دول العالم
- _ نطالب في منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري بالأتي :_
- _ التزام جميع أطراف النزاع في اليمن بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وضمان الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان .
- _ على المجتمع الدولي و جميع الأطراف السياسية المحلية والدولية عدم تجاوز الضحايا و ضرورة تحقيق العدالة و ضمان المسائلة وعدم الإفلات من العقاب لمن قاموا بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وضرورة إدماج مبادئ المساءلة والعدالة في أي عمليات مفاوضات سياسية لتسهم في بناء مجتمعات مستقرة وعادلة والتعويض العادل للضحايا وجبر الضرر .
- _ ضرورة الوقف الفوري للانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من جميع الأطراف وخاصة ما تقوم به مليشيات الحوثي والتوجه نحو حل يحقق السلام الحقيقي والاستقرار في اليمن .ضرورة قيام المجتمع الدولي بمهامه ومسئولياته بشكل أكثر جدية، والعمل بحزم لحماية المدنيين من كل الانتهاكات التي يتعرضون لها وضرورة ادراج أولويات حقوق الإنسان .
- _ ضمان استمرار المانحين بتقديم المساعدات الإنسانية وتكثيفها بما يخدم الاحتياجات الإنسانية لليمن و توجيه الدعم الدولي والإنساني لتلبية احتياجات المدنيين المتضررين بسبب الحرب والنزوح وتوفير الخدمات الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والمأوى.
- _ وقف التجنيد الإجباري للأطفال والذي يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ويعرض الأطفال للخطر والضرر النفسي والجسدي ، وبناء على ذلك فإنه ينبغي على المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات الفورية لمنع ومحاربة هذا الانتهاك، وتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين شاركوا في النزاعات، وضمان حصولهم على الخدمات الصحية والتعليمية الضرورية .
- _ ضرورة تعزيز حقوق النساء وضمان الحصول على حقوقهن بما كفله الدستور والقوانين النافذة ، وحمايتهن من كل أشكال التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي .
- _ نشدد على أن حرية التعبير والصحافة هي حق أساسي ينبغي أن يتمتع به جميع الأفراد دون قيد أو شرط لذلك نحث الحكومات والسلطات على احترام حرية الصحافة وضمان الحماية الكاملة للصحفيين والإعلاميين ، كما ندعو الى تعزيز ودعم حرية الصحافة كجزء أساسي من الحقوق الأساسية للإنسان وكجزء من بناء المجتمعات
- _ دعم وتعزيز دور المنشآت في تقديم خدمات عالية الجودة والمساهمة فعالة في تطوير المجتمعات لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية المجتمعية .
- _ ضرورة توفير فرص متساوية للأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم والرعاية الصحية والعمل والمشاركة في اتخاذ القرارات وكذلك تمثيلهم الفعال والشامل في المجالات المختلفة ودمجهم بشكل كامل وفاعل في المجتمع .
- _ نطالب باحترام حقوق الأقليات وتوفير الحماية القانونية لهم وضمان حقوقهم في الوصول إلى الخدمات الضرورية كالتعليم والرعاية الصحية وكذلك تعزيز التفاهم والتعايش السلمي .
- _ نؤكد على أهمية دعم المنظمات الحقوقية وتقديم الدعم المالي والموارد اللازمة دون تمييز سياسي أو تبادل مصالح مع البعض والتعامل بشفافية لتعزيز قدرات المنظمات الحقوقية العاملة للوصول الى تحقيق النتائج المرجوة من العمل الحقوقي .
- _ توفير الدعم القانوني وحماية النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان وضمان سلامتهم وحقهم في العمل بحرية.
- _ ضرورة العمل على إيجاد آلية دولية للمساءلة والمحاسبة في جميع حالات انتهاكات حقوق الإنسان من أجل تحقيق العدالة .
- _ نؤكد في منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري اننا لن نتخلى عن مسؤولياتنا في رصد وتوثيق وتجهيز الملفات لمحاسبة من قاموا بعمليات التعذيب للمختطفين في المعتقلات السرية .
- كما نؤكد على التزامنا بالعمل الدؤوب والمستمر للدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن ، ونجدد دعوتنا إلى العدالة والمساواة واحترام كرامة الإنسان ، مؤمنين بأن الحقوق الإنسانية ليست حقوقا قابلةً للتفويت، وسنواصل النضال من أجل تحقيقها بكل السبل المتاحة.
- صادر عن منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري
- الأحد 10 ديسمبر 2023
- الجمهورية اليمنية