اليوم الدولي للسلام – 21 سبتمبر 2024 – بيان
في اليوم الدولي للسلام يحزننا أن يكون هذا اليوم في نظر معظم اليمنيين يوماً أسوداً وكابوساً في ذاكرة اليمنيين الشرفاء فمنذ نكبة اليمن في اجتياح المليشيات الحوثية لصنعاء في 21/09/2014 بعد سقوط صعدة وعمرن انهارت كل مؤسسات الدولة اليمنية وانهارات كل مواثيق حقوق الانسان بسبب كمية الانتهاكات التي امتلأت بها أرجاء المحافظات اليمنية وامتلأت بها السجون السرية والمستشفيات وجبال اليمن ووديانها وهجر الحوثيون فيها أكثر من 4000000 يمني 65 ٪ منهم من الأطفال والنساء وأهلكت الحرب المدمرة التي جاء بها الاجتياح الحوثي للمحافظات اليمنية زهاء 300000 شخص وتعرض الالاف من شباب اليمن للإعاقة الدائمة والجزئية ومازال المئات من المخفيين مغيبين عن أهليهم منذ نكبة 21 سبتمبر 2014 وما تلاها من أعوام مليئة بجرائم الاختطافات والاعتقالات التعسفية والتعذيب حتى الموت وخلال هذه السنوات لم يفلح المجتمع الدولي بكبح غطرسة مليشيات الحوثي بل تم السكوت عن جرائمها من بعض القوى بسبب التجاذبات السياسية الدولية والإقليمية ليتحول اليمن لبؤرة صراع طويلة ترعاها إيران وحلفاءها وتغض الطرف عنها دول لها ثقل على الساحة الدولية وبسبب الصمت عن جرائم المليشيات الحوثية تمادى الحوثيون في غطرستهم ولم يقوموا بتنفيذ اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي منذ العام 2018 وحتى الأن ومازال اكثر من 14000 مختطف وأسير يعانون ويلات التعذيب الوحشي الحوثي بينما انفلتت الأوضاع في كثير من المناطق وظهرت تشكيلات ومسميات مناطقية عديدة وبسبب الضغوط التي مورست ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وهجوم المليشيات الحوثية على الشركات التي تستورد النفط والغاز والذي أدى إلى إيقاف المبيعات الوطنية من البترول للخارج و اصبح الاقتصاد اليمني في حالة مزرية يهدد بمجاعة حقيقية لملايين اليمنيين وخاصة ً النازحين والذين اصبحوا أيضا محرومين من مزارعهم ومحرومين من مساعدات منظمة الغذاء العالمي التي لا تصرف الا ثلاث الا اربع مرات في العام ولا ترقى لتكون بحجم تغذية اسرة لأسابيع ناهيك أنها قطعت كل ماكانت تمنحه للنازحين ولم يتبقى سوى كيس الدقيق وزيت الطبخ النباتي والناس في حال يرثى لها وحصدت المليشيات الحوثية أرواح الالاف من المدنيين بالألغام والذي اكثر ضحاياها من الأطفال والنساء وهزلت العملية التربوية حيث ان الطلاب لا يجدون المدارس وتجهيزاتها واصبحوا يدرسون في العراء بعد ان دمرت الحرب مدارسهم وهجر الحوثيون اكثر من 1000000 طالب في التعليم الأساسي والثانوي من مناطقهم ومدارسهم وعملت المليشيات الحوثية على تغيير المناهج الدراسية وتلغيمها بالفكر الطائفي والمذهبية المقيتة وحول المتمردين الحوثيين الالاف من الأطفال في مراحل التعليم الأساسي والثانوي الى اوكار المليشيات الحوثية المسماه بالمدارس الثقافية التي تدرس الفكر الشيعي الإيراني كما ان أوضاع المعلمين مزرية وجميع الموظفين بدون مرتبات وبالإضافة الى ذلك معاناة المصابين جراء هذه الحرب الظالمة والذين لا يجد فيها المصابون أماكن للعلاج ولا يجدون كلفة السفر لتلقي العلاج وتستمر معاناة المدنيين اقتصادياً واجتماعياً وصحياً وتربوياً وبسبب حالة اللاسلم واللاحرب و استخدام اللاعبين الدوليين للغة الناعمة مع غطرسة الحوثيين – اصيح الملف الاقتصادي لابتزاز الحكومة من قبل الحوثيين لتقديم تنازلات مجحفة وعدم قدرة المبعوث الدولي على ارغام المليشيات الحوثية للانصياع لما تم الاتفاق عليه سابقا وتلقت الحكومة الشرعية ضغوطا من اجل مجاراة السلام المجحف مع الحوثيين إلا أن الحوثيين لم ينفذوا أي تفاهمت تم الاتفاق عليها و ضلت سياسات المجتمع الدولي رهن السكوت والتململ دون الاكتراث لمبادئ العدالة الانتقالية , و عمل الحوثيون بتنفيذ توجيهات المخرج الإيراني ليوسعوا دائرة الصراع في البحر الأحمر والضحية هم المدنيين .
- إننا في منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والاخفاء القسري نؤكد على أننا ننشد السلام في اليمن ونريد أن ينتهي هذا الصراع وتتحقق فيه العدالة الانتقالية ويتم ضمان عدم افلات الذين قاموا بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من العقاب و التسليم بجبر الضرر كركيزة أساسية للسلام ، وبينما يتم الاحتفال هذا العام بهذه التاريخ والمناسبة تحت شعار “معاً نحو سلام مستدام” ونشر ثقافته بين جميع الشعوب. يواجه اليمن شبح حرب مدمرة من جديد أشد مما مضى في العشر السنوات من عمر الصراع و من خلال مصادرنا فإن الحوثيين يعدون الخطط والتجهيزات القتالية من تصنيع الأسلحة والطيران المسير وتنفذ المليشيات الحوثية حملات ابتزاز واقتطاع لأموال كبيرة من المواطنين الذين يعانون الظروف القاسية ومن عارض الدفع يتم قتله او اعتقاله كل هذه الأموال من المنافذ التي استحدثتها المليشيات الحوثية بين المحافظات التي تسيطر عليها وبين مناطق الحكومة الشرعية وتجارة المشتقات النفطية والتي تستلم المواد البترولية من العراق وايران مجانا وتقوم ببيعها على المواطنين بأسعار مضاعفة هي الأغلى بينما منعت دخول المشتقات النفطية الرخيصة من جانب الحكومة الشرعية و يجمعون كل هذه الأموال ولم يقوموا بصرف الرواتب أو تحسين وضع المعيشة للمواطنين بل يستعدون بهذه الأموال لتمويل هذه الحرب المزمعين تنفيذها متى ما أراد المخرج الإقليمي ذلك ، انه لمن المحزن ان نرى الكثير من اللاعبين الدوليين يسوقون لليمنيين السلام فقط في وسائل الاعلام بينما لم يلمس المواطن اليمني أي إشارة لتحقيق السلام لا من خلال تنفيذ الاتفاقات وعلى رأسها تنفيذ اتفاق استوكهولم بكل ما جاء فيه ولا من خلال التخفيف عن كاهل المدنيين وجبر ضررهم وتحسين أحوال البلد الاقتصادية والصحية .
- – إن ضمان العدالة الانتقالية للضحايا لن يتحقق الا بجبر الضرر وضمان عدم افلات المجرمين من العقاب ، وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية والدخول في مرحلة جديدة ليكون هناك بناء حصون للسلام الحقيقي كما حل في رواند لا كما هي الحال في لينان وبعيدا عن التجاذبات الدولية والسياسات الإقليمية التي أدت لهذه الأوضاع الكارثية في اليمن يجب على جميع الأطراف معرفة أنه بعد عشر سنوات من الاقتتال فيما بينها صار حال اليمن ينذر بتفكك وتمزق جميع نسيجه الاجتماعي وشبح الجوع يلوح في الأفق وهذا يلزم على المليشيات الحوثية ان تلقي السلاح وتدخل في مفاوضات حقيقية لبناء الثقة وانهاء الانقلاب وحالة التمزق .
- _ على الحوثيين ان يدركوا ان جر الحرب الى اليمن عبر السياسات التي ينفذونها في البحر الأحمر. لن تضر غير المدنيين اليمنيين وستعود بالدمار الحقيقي عليهم ، لقد رأينا اثناء هطول الامطار هذا العام حجم ضعف جميع الأطراف في معالجة اثار السيول وماحل بالحديدة كان كارثة بكل المقاييس لقد تفرجت المليشيات الحوثية على أوضاع مئات الالاف من المتضررين وبدلا عن مواساتهم تركوهم يواجهون الموت والنزوح والجوع والامراض دون ان يمد الحوثيين يد العون لهم وبدلا عن ذلك قام الحوثيون بإنفاق الأموال على مناسباتهم واعمالهم الطائفية وتركوا العمل بالواجب الإنساني نحو هؤلاء المتضررين .
- – .خاتمة
- لا يوجد أمام جميع الأطراف في اليمن سوى طي صفحة الصراع والاتجاه نحو السلام والتعايش والسؤال ؟ هل ستلقي مليشيات الحوثي السلاح وتنصاع للقرارات الأممية ولاتفاق استوكهولم وتفرج عن جميع المختطفين وتترك تنفيذ اجندة ايران في اليمن وتتجه نحو صناديق الاقتراع لأننا نثق في ان جميع الأطراف ستتجه الى السلام اذا ترك الحوثيون العنف والحرب والقوا السلاح وفي المقابل فإن التدخلات السيئة من بعض الدول الإقليمية والتي تحاول جر اليمن للتمزق ساعية من وراء ذلك السيطرة على باب المندب وطرق الملاحة الدولية وبهكذا عمل فأنه لا حلول حتى ترفع الدول التي تريد تمزيق اليمن يدها عن دعم المليشيات الحوثية وهنا نناشد جميع الأطراف للانخراط في مفاوضات حقيقية وبناءة بعيدا عن التدخلات الخارجية الضارة ويجب على الجميع احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين و الالتزام بالاتفاقيات الدولية وادراج مبدأ العدالة الانتقالية في أي سلام مستقبلي وجبر الضرر ، وضمان عدم إفلات المتسببين في الجرائم والانتهاكات الجسيمة من العقاب واحراء تحقيق شامل ومحايد لكل ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان في اليمن والسماح باستخدام الحكومة اليمنية لموارد البلد بتصدير النفط والغاز للحفاظ على سعر العملة الوطنية كما كان عليه الحال من قبل الانهيار في سعر الصرف وتعويض الضحايا والنازحين والمتضررين من الامطار وبناء مؤسسات الدولة ووضع خارطة طريق حقيقية بعد اكتمال تنفيذ ما جاء في اتفاقية استوكهولم .
- – نأمل بأن يأتي اليوم الذي نرى اليمن يعيش فيه اليمنيون بسلام وقد افل نجم الحروب والاقتتال وتركت المليشيات السلاح واتجهت لصناديق الاقتراع نأمل ان نرى اليمن كما كان يسمى من قبل (( اليمن السعيد ))
- _ صادر عن منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والاخفاء القسري
السبت 21 سبتمبر 2024 _ جنيف